كثير منّا سمع عن مرض التحذلق اللغويّ، الذي يُعدّ من أنواع المتلازمات التي تصيب الإنسان وتؤثر عليه بشكل كبير، وخاصةً إنّ لهذا المرض الأثر الكبير على الأشخاص المُحيطين بصاحب مشكلة التّحذلق ذاتها، فما هو مرض التحذلق اللغوي؟ وما هي أسباب الإصابة به؟ وكيف يُمكن التغلب عليه وعلاجه؟ إليكم التفاصيل والإجابات الوافية الشاملة من خلال سطور مقالنا.
ماهو مرض التحذلق اللغوي؟
يُعرف مرض التحذلق اللغوي بأنّه متلازمة التحذلق اللغويّ، وهو أحد المشاكل التي تُصيب بعض الأشخاص وتدفعهم إلى تصحيح الأخطاء الإملائية أو اللغوية للآخرين عند النطق بها أو كتابتها، ويكون هناك رغبة شديدة داخل الشخص تدفعه دومًا إلى تصحيح أخطاء الآخرين عندما يتحدثون أو يكتبون شيئًا ما، الأمر الذي يؤثر على الشخص ويُصيبه بالتوتر والضيق أو الشعور بالاكتئاب.
ومن الواضح إنَّ مشكلة التحذلق اللغوي من أكثر المتلازمات التي تؤثر على صاحبها؛ إذ تجعله في عيون الآخرين من المتكبرين التعاليين على غيرهم، فلا يعجبهم القول ولا العمل، وهم دومًا على انتقاد وتصحيح لأخطاء إملائيّة ولغويّة ونحوية للآخرين، وهذا يؤثر على الحياة الاجتماعيّة للمُصاب بهذه المُشكلة، كما لا يجد هؤلاء الأشخاص سببًا أو تفسيرًا مقنعًا لرغبتهم الدائمة في تصحيح الأخطاء الإملائية واللغوية والنحوية للآخرين، ومع ذلك فإنّ أصحاب هذا المرض هم الأكثر نجاحًا ليكونوا من أفضل المحررين ومصححين الأخطاء في مجال الكتابة والصحافة.
ما علاقة التحذلق اللغوي بالوسواس القهري؟
هنالك العديد من العلماء الذين يعتبرون مرض التحذلق اللغوي كنوعٍ من أنواع اضطرابات الوسواس القهري، وعادةً ما يكون المصابين به لديهم وسواس نحو تصحيح الأخطاء الإملائية أو اللغوية للآخرين، ويمتلكون رغبة كبيرة وقويّة في مراجعة الكلام المكتوب أو يركزون في الكلام الذي يقوله الأشخاص لتصحيح الأخطاء، ومتع ذلك هنالك العديد من الأشخاص الذين يُعدّون التحذلق اللغوي موهبة وليست مرضًا.
ما هي أسباب مرض التحذلق اللغوي
وتجدر الإشارة هنا إنّ الإصابة بمرض التحذلق اللغوي غير معروف الأسباب والمُسببات، فهو يظهر لدى أيّ شخص بأعمار مختلفة ومتفاوتة، ولا تقتصر الإصابة على جنسٍ دون الآخر أو عمر دون عمر، ولكن مع هذا يُرجح العديد من العلماء أنّ سبب الإصابة بهذا المرض يرجع إلى وجود جين FOXP2.1 في جسم المريض؛ يدفع به إلى الشعور بالاضطراب والتوتر عند رؤية الأشخاص يكتبون أو يقولون جملًا بها أخطاء نحوية أو أخطاء لغوية أو إملائية، وهو المسؤول عن ظهور تلك الأعراض، وفي المقابل يكون جين الأشخاص غير مصابين بهذه المتلازمة غير متواجد لديهم ويكون مكانه جينًا آخر معروف باسمه العلميّ FOXP2؛ وهو الذي يقود بمعظم الأشخاص إلى الخطأ عند صياغة الجمل، وبالتالي ظهور بعض الأخطاء اللغوية أو النحوية أو الكتابية.
أعراض مرض التحذلق اللغوي
توجد بعض الأعراض التي تدل على إصابة الشخص بمشكلة التحذلق اللغويّ، وهي كالتالي:
- الاندفاع والشعور بالتوتر والغضب عند رؤية أي نوع من أنواع الأخطاء في الكتابة أو النطق.
- التوجه الدائم لتصحيح جميع الأخطاء الإملائية والكتابية.
- اللجوء إلى استخدام الألفاظ الدقيقة عند التحدث والكتابة ورفض استخدام الألفاظ والكلمات التي تحمل أكثر من معنى.
- مراجعة الكتابات والألفاظ المُستخدمة مرارًا وتكرارًا تجنبًا من الوقوع في أيّ أخطاء نحوية أو إملائيّة.
- الشعور بالضيق والغضب في حال التفوه بالمفاهيم المختلف بطريقة خاطئة.
- السعادة والراحة النفسية عند تصحيح الأخطاء اللغوية والإملائية.
- الفشل في إقامة حياة اجتماعيّة وعدم المقدرة على تكوين صداقات جديدة.
علاج مرض التحذلق اللغوي
يختلف العلاج لمشكلة التحذلق اللغويّ باختلاف درجة وشد الإصابة، وذلك من خلال الآتي:
- يُمكن التعايش مع مشكلة التحذلق اللغوي دون أي علاج لها.
- الحصول على الرعاية والدعم من المقربين
- التحدث مع طبيب نفسي بهدف السيطرة والتحكم في هذه الحالة.